للشيء مانع من أخذه دون ما ضرب له من المدة : الاجل - بالكسر - للقطيع من بقر الوحش، وأجل الشيء : حبسه ومنعه، وأجلى كجمزي : مرعي لهم معروف، وتأجل القوم : تجمعوا، وجأل الصوف
٥٧٨
جمعه، واللجأ والملجأ : المعقل والملاذ، والضفدع للزومها ملجأها من الماء، والجيأل للضبع للزومها وجارها، ولذلك تسمى ام عامر، وجئل - كفرح : عرج، كأنه شبه بمشيتها لأنها تسمى العرجاء، والأجل كقنب وقبر - لذكر الأوعال، لتحصنه بقرونه، والأجل - بالضم : المجتمع من الطين يجعل حول النخلة، والمآجل : الحوض يحبس فيه الماء، ومستنقع الماء مطلقاً، وأجله تأجيلاً : جمعه، ومن النظر إلى ما يلزم في المدة : أجل لأهله : كسب وجمع وجلب واحتال، وجأل - كمنع : جاء وذهب ؛ فقد تبين أن المراد بالأجل هنا الحين.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٧٧
ولما كان كأنه قيل : يا ليت شعري ماذا يكون حال الناس إذا اتى ذلك الأجل وفيها الجبابرة والرؤساء وذوو العظمة الكبراء! أجيب بقوله :﴿يوم يأت﴾ أي ذلك الأجل لا يقدرون على الامتناع بل ولا على مطلق الكلام، وحذف ابن عامر وعاصم وحمزة الياء اجتزاء عنها بالكسرة كما هو فاشٍ في لغة هذيل، وكان ذلك إشارة إلى أن شدة هوله تمنع أهل الموقف الكلام اصلاً في مقدار ثلثية، ثم يؤذن لهم في الكلام في الثلث الآخر بدلالة المحذوف وقرينة الاستثناء، فإن العادة أنيكون المستثنى أقل من المستثنى منه ﴿لا تكلم﴾ ولو أقل كلام بدلالة حذف التاء ﴿نفس﴾ من جميع الخلق في ذلكاليوم الذي هو يوم الآخرة، وهو ظرف هذا الأجل وهو يوم طويل جداً ذو ألوان وفنون وأهوال وشؤون، تارة يؤذن فيه الكلام، وتارة يكون على الأفواه الختامن وتارة يسكتهم الخوف والحسرة والآلامن وتارة ينطقهم الجدال والخصام ﴿إلا بإذنه﴾ أي بإذن ربك المكرر ذكره في هذه الآيات إشارة إلى حسن التربية وإحكام التدبير.