أنباءهم من إخوانك من الرسل غير مخطر في البال شيئاً مما قد يترتب عليه إلى أن ينفذ ما نريد من أوامرنا كما سبق في العلم فلا تستعجل فإنا ندبر الأمر في سفول شأنهم وعلو شأنك كمت نريد ﴿وإنا﴾ بما لنا من العظمة ﴿لموفوهم نصيبهم﴾ من الخير والشر من الآجال وغيرها وما هو ثابت ثباتاً لا يفارق أصلاً ؛ ولما كانت التوفية قد تطلق على مجر الإعطاء وقد يكون ذلك على التقريب، نفى هذا الحتمال بقوله :﴿غير منقوص﴾ والنصيب : القسم المجعول لصاحبه كالحظ ؛ والمنقوص : المقدار المأخوذ جزء منه ؛ والنقص : أخذ جزء من المقدار.
٥٨٢
ولما ذكر في هذه الآية إعراضهم عن الإتباع مع ما أتى به من المعجزات وأنزل عليه من الكتاب، سلاه بأخيه عليهما السلام لأن الحال إذا عم خف، وابتدأ ذكره بحرف التوقع بما دعا إلىتوقعه من قرب ذكره مع فرعون مع ذكر كتابه أول السورة فقال تعالى :﴿ولقد آتينا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿موسى الكتاب﴾ أي التوراة الجامعة للخير.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٨١


الصفحة التالية
Icon