ولما كانا لاختلاف قد يكون بغير الكفر بين أنه به، فقال مؤكداً لأن كل طائفة من اليهود تنكر شكها فيه وفعلها فعل الشاك :﴿وإنهم لفي شك﴾ أي عظيم محيط بهم ﴿منه﴾ أي من القضاء أو الكتاب ﴿مريب﴾ أي موقع في اريب والتهمة والضطراب مع ما رأوا من الآيات التي منها سماع كلام الله ورؤية ما كان يتجلى في جبل الطور من الجلال ويبتدى لهم في قبةالزمان من خارق الأحوال ﴿وإن كلاًّ﴾ من المختلفين في الحق من قوم موسى وغيرهم هو على الحق وممن هو على الباطل ؛ و﴿ان﴾ عند نافع وابن كثير وأبي بكر عن عاصم عاملة مع تخفيفها من الثقيلة في قراءة غيرهم اعتباراً
٥٨٣
بأصلها ﴿لما﴾ هي في قراءة ابن عامر وحمزة وعاصم بالتشديد الجازمة حذف فعلها - قال ابن احلاجب : وهو شائع فصيح، وفي قراءة غيرهم بالتخفيف مركبة من لام الابتداء و﴿ما﴾ المؤكدة بنفي نقيض ما أثبته الكالم ليكون ثبوته مع نفي نقيضه على أبلغ وجه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٨١