التي يعبر عنها بالفواحش ونحوه فقد تقدم في قصة شعيب عليه السلام عند قوله ﴿ثم توبوا إليه﴾ أنه لا يكفرها إلا التوبة لما فيها من الإشعار بالتهاون بالدين، واجتنابها لا يكفر إلا إذا كان عن نية صالحة كما أفهمه صيغة الافتعال من قوله ﴿إن تجتنبوا﴾ [النساء : ٣٠] ؛ روى البخاري في التفسير عن ابن مسعود رضي الله عنه أم رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ فذكر له ذلك فأنزل الله عليه ﴿أقم الصلاة طرفي النهار﴾ - الآية، قال ارجل : ألي هذه ؟ قال :"لمن عمل بها من أمتي" وهذا الحديث يؤيد قول ابن عباس رضي الله عنهما : إن هذه الآية من هذه السورة المكية المدنية.
ولما تم هذا على هذا الوجه الأعلى والترتيب الأولى، قال تعالى مادحاً له ليعرف مقداره فيلزم :﴿ذلك﴾ أى الأمر العالي الرتبة الذي تقدم من الترغيب والترهيب والتسلية وتعليم الداء والدواء للخلاص من الشقاء ﴿ذكرى﴾ أي ذكر عظيم ﴿للذاكرين*﴾ أي لمن فيه أهلية الذكر والانتباه به بحضوزر القب وصفاء الفكر ونقفوذ الفهم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٨٥


الصفحة التالية
Icon