ولما كانت الدار لا تطيب بدون الحبيب، قال عاطفاً على الضمير المرفوع إشارة إلى أن النسب الخالي غير نافع :﴿ومن صلح﴾ والصلاح : استقامة الحال على ما يدعو إليه العقل والشرع ﴿من آبائهم﴾ أي الذين كانوا سبباً في إيجادهم ﴿وأزواجهم وذرايتهم﴾ أي الذين تسببوا عنهم ؛ ثم زاد في الترغيب بقوله سبحانه وتعالى :﴿والملائكة يدخلون عليهم﴾ لأن الإكثار من ترداد رسل الملك أعظم في الفخر وأكثر في السرور والعز.
ولما كان إتيانهم من الأماكن المعتادة مع القدرة على غيرها أدل على الأدب والإكرام، قال :﴿من كل باب*﴾ يقولون لهم :﴿سلام عليكم﴾ والسلام : التحية بالكرامة على انتفاء كل شائب من مضرة، وبين أن سبب هذا السلام الصبر فقال :﴿بما صبرتم﴾ أي بصبركم، والذي صبرتم له، والذي صبرتم عليه، إشارة إلى أن الصبر عماد الدين كله.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤٥
ولما تم ذلك.
تسبب عنه قوله :﴿فنعم عقبى الدار*﴾ وهي المسكن في قرار، المهيأ بالأبنية التي يحتاج إليها والمرافق التي ينتفع بها ؛ والعقبى : الانتهاء الذي يؤدي إليه الابتداء من خير أو شر.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤٥
١٤٧
ولما ذكر ما للناجحين، ذكر مآل الهالكين فقال :﴿والذين ينقضون عهد الله﴾ أي الملك الأعلى فيعلمون بخلاف موجبه ؛ والنقض : التفريق الذي ينفي تأليف البناء.


الصفحة التالية
Icon