فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل! فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله، وأنه بعثك إلينا رسولاً كما تقدم - زاد البغوي : فإن عيسى كان يحيي الموتى، ولست بأهون على ربك منه " فكان
١٥٢
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٠
سؤالهم هذا متضمناً لا دعائهم أن دعواه إنزال القرآن لا تصح إلا أن فعل هذه الاشياء.
ولما كان هذا كله إقناطاً من حصول الإيمان لأحد بما يقترح، تسبب عنه الإنكار على من لم يفد فيه ذلك فقال تعالى :﴿أفلم﴾ بفاء السبب ﴿ييئس الذين آمنوا﴾ من إيمان مقترحي الآيات بما يقترحون لعلمهم ﴿أن﴾ أي بأنه ﴿لهدى الناس﴾ وبين أن اللام للاستغراق بقوله :﴿جميعاً﴾ أي بأيسر مشيئة، والعلم بالشيء يوجب اليأس من خلافه، لكنه لم يهدهم جميعاً فلم يشأ ذلك، ولا يكون إلا ما شاءه، فلا يزال فريق منهم كافراً، فقد وضح أن ﴿ييئس﴾ على بابها، وكذا في البيت الذي استشهدوا به على أنها بمعنى " علم " يمكن أن يكون معناه : ألم تيأسوا عن أذاي أو عن قتلي علماً منكم بأني ابن فارس زهدم، فلا يضيع لي ثأر، وكذا قراءة علي ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين - أفلم - يتبين الذين آمنوا - أي أن أهل الضلال لا يؤمنون لآية من الآيات علماً منهم بأن الأمر لله جميعاً، وأن إيمانهم ليس موقوفاً على غير مشيئته.