جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٤
أم بظاهر من القول} أي بحجة إقناعية تقال بالفم، وكل ما لا يعلمه فليس بشيء، وهذا قريب مما مضى في قوله ﴿أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه﴾ [الرعد : ١٦] في أنه لو كان كذلك كان شبهه فيها ظهور ما، وهذه الأساليب منادية على الخلق بالعجز، وصادحة بأنه ليس من كلام الخلق.
ولما كان التقدير : ليس على شيء من ذلك برهان قاطع ولا قول ظاهر، بنى عليه قوله :﴿بل زين﴾ أي وقع التزيين بأمر منلا يرد أمره على يد من كان ﴿للذين كفروا﴾ أي لهم، وعبر بذلك تنبيهاً على الوصف الذي دلاهم إلى اعتقاد الباطل، وهو ستر ما أدى إليه برهام العقل المؤيد بدليل النقل ﴿مكرهم﴾ أي أمرهم الذي أرادوا به ما يراد بالمكر من إظهار شيء وإبطان غيره، وذلك أنهم أظهروا أن شركاءهم آلهة حقاً، وهم يعلمون بطلان ذلك، وليس بهم في الباطن إلا تقليد الآباء، وأظهروا أنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى ولتشفع لهم، أو أنهم غيروا في وجه الحق بما ختلوا به الضعفاء وتمادى بهم الحال حتى اعتقدوه حقاً.


الصفحة التالية
Icon