سورة إبراهيم
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٦٤
بسم الله الرحمن الرحيم سورة إبراهيم مكية - آياتها اثنان وخمسون ﴿بسم الله﴾ الذي تفرد بالكمال، وعز عن أن يكون له كفو أو مثال ﴿الرحمن﴾ لجميع خلقه بكتاب هو الغاية في البيان ﴿الرحيم*﴾ الذي اختار من عباده من ألزمهم روح وداده ﴿الر﴾ مقصود السورة التوحيد، وبيان أن هذا الكتاب غاية البلاغ إلى الله، لأنه كافل ببيان الصراط الدال عليه المؤدى إليه.
ناقل - بما فيه من الأسرار - للخلق من طور إلى طور - بما يشير إليه حرف الراء، وأدل ما فيها على هذا المرام قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أما التوحيد فواضح، وأما أمر الكتاب فلأنه من جملة دعائه لذريته الذين أسكنهم عند البيت المحرم من ذرية إسماعيل عليه السلام ﴿ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك وبعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم﴾ [البقرة : ١٢٩].
ولما ختم الرعد بأنه لا شهادة تكافىء شهادة من عنده علم الكتاب إشارة إلى أن الكتاب هو الشاهد بإعجازه ببلاغته وما حوى من فنون العلوم، وأتى به في ذاك السياق معرفاً لما تقدم من ذكره في البقرة وغيرها ثم تكرر وصفه في سورة يونس وهود ويوسف والرعد بأنه حكيم محكم مفصل مبين، وأنه الحق الثابت الذي تزول الجبال الرواسي وهو ثابت لا يتعتع شيء منه.
ولا يزلزل معنى من معانيه، ذكره في أول هذه السورة منكراً تنكير التعظيم فقال :﴿كتاب﴾ أي عظيم في درجات من العظمة.
لا تحتمل عقولكم الإخبار عنها بغير هذا الوصف، ودل تعليل وصفه بالمبين بأنه عربي على أن التقدير :﴿أنزلناه﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿إليك﴾ بلسان قومك لتبين لهم.
١٦٥


الصفحة التالية
Icon