ولما قدم ما أفهم أنه أرسله ﷺ بلسان قومه إلى الناس كافة لأن اللسان العربي أسهل الألسنة وأجمعها وأفصحها وأبينها، فكان في غاية العدالة، وختم بأن السبيل إليه في غاية الاستقامة والاعتدال، دلّ على شرف هذا اللسان لصلاحيته لجميع الأمم وخفته عليهم بخصوص لسان كل من الرسل بقومه، فلذلك أتبعه قوله :﴿وما أرسلنا﴾ أي بما لنا في العظمة، وأعرق في النفي فقال :﴿من رسول﴾ أي في زمن من الأزمان ﴿إلا بلسان﴾ أي لغة ﴿قومه﴾ أي الذين فيهم قوة المحاولة لما يريدون ﴿ليبين﴾ أي بياناً شافياً ﴿لهم﴾ كما تقدم أنا أرسلناك بكتاب عربي بلسان قومك لتبين لهم ولجميع الخلق، فإن لسانك أسهل الألسنة وأعذبها، فهو معطوف على ﴿أنزلناه﴾ بالتقديرالذي
١٦٧