ولما كان الشيطان أعظم المستكبرين، خص بالإفراد بالجواب فقيل :﴿وقال﴾ أول المتبوعين في الضلال ﴿الشيطان﴾ الذي هو رأس المضلين المستكبرين المقضي ببعده واحتراقه ﴿لما قضي الأمر﴾ بتعين قوم للجنة وقوم للنار، جواباً لقول الأتباع مذعناً حيث لا ينفع الإذعان، ومؤمناً حيث فات نفع الإيمان :﴿إن لله﴾ أي الذي له صفات الكمال ﴿وعدكم وعد الحق﴾ بأن الرسل إليكم رسلاً وأنزل معهم براهين وكتباً أخبركم فيها بأنه ربكم الواحد القهار، ودعاكم إليه بعد أن أخابتكم الشياطين، وبشر من أجاب، وحذر من أبى، بما هو قادر أتم القدرة، فكل ما قاله طابقه الواقع - كما ترون - فصدقكم فيه ووفى لكم ﴿ووعدتكم﴾ أنا بما زينت لكم به المعاصي من الوساوس وعد
١٨١
الباطل ﴿فأخلفتكم﴾ فلم أقل شيئاً إلا كان زيغاً، فاتبعوني مع كوني عدوكم، وتركتم ربكم وهو ربكم ووليكم ؛ فالآية من الاحتباك : ذكر ﴿وعد الحق﴾ أولاً دليلاً على حذف ضده ثانياً، و﴿أخلفتكم﴾ ثانياً دليلاً على حذف " صدقكم " أولاً.


الصفحة التالية
Icon