ولما كان أشراكهم لم يستغرق الزمان، أتى بالجار فقال :﴿من قبل﴾ لأن ذلك ظلم عظيم، ثم علل هذه العلة بقوله :﴿إن الظالمين﴾ أي العريقين في هذا الوصف ﴿لهم عذاب أليم*﴾ مكتوب لكم منهم مقداره، لا يغني أحد منهم عن الآخر شيئاً، بل كل مقصور على ما قدر له، وحكاية هذه المحاورة لتنبيه السامعين على النظر في العواقب والاستعداد لذلك اليوم قبل أن لا يكون إلا الندم وقرع السن وعض اليد.
ولما ذكر الظالمين.
أتبعه ذكر المؤمنين، فقال بانياً للمفعول لأن الدخول هو المقصود بالذات :﴿وأدخل﴾ والإدخال : النقل إلى محيط - هذا أصله ﴿الذين آمنوا﴾ أي أوجدوا الإيمان ﴿وعملوا الصالحات﴾ أي تصديقاً لدعواهم الإيمان ﴿جنات تجري﴾
١٨٢
وبين أن الماء غير عام لجميع أرضها بإدخال الجار فقال :﴿من تحتها الأنهار﴾ فهي لا تزال ريّاً، لا يسقط ورقها ولا ثمرها فداخلها لا يبغي بها بدلاً ﴿خالدين فيها﴾.


الصفحة التالية
Icon