المشاهدة الدالة على قدرته، فأبتعها بذلك استدلالاً على وحدانيته بما له من المصنوعات شرحاً لقوله ﴿وليعلموا أنما هو إله واحد﴾ [ إبراهيم : ٥٢] ودليلاً على عدم إيمانهم بالخوارق، وابتدأ لظهورها لكل أحد وشرفها وظهور أنها من الخوارق بعدم ملا بستها والوصول إليها، فقال مفتتحاً بحرف التوقع :﴿ولقد حعلنا﴾ أي بما لنا من العظمة التي لا يقدر عليها سوانا مما هو مغنٍ عن فتح باب ونحوه ﴿في السماء بروجاً﴾ أي منازل للقمر، جمع برج، وهو في الأصل القصر العالي أولها الحمل وآخرها الحوت، سميت بذلك لأنها للكواكب السيارة كالمنازل لسكانها، وهي مختلفة الطبائع، فسير الشمس والقمر بكل منها يؤثر ما لا يوثره الآخر، فاختلافها في ذلك - مع أن نسبتها إلى السماء واحدة - دليل على الفاعل المختار الواحد، والعرب أعرف الناس بها وباختلافها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٠


الصفحة التالية
Icon