بينه، والطين : عمله فخاراً، والمال : أرسله في الرعي أو أحسن القيام عليه حتى كأنه صقله، والشيء : صوره، والسنة - بالضم : الوجه، أو حُرُّه، أو دائرته، أو لصورة أو الجبهة، ورجل مسنون الوجه : مملسه حسنه سَهْلُه، أو في وجهه وأنفه طول، وكل ذلك يرجع إلى الدلك أيضاً - والله أعلم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٥
وقال أبو حيان : قال ابن عباس رضي الله عنهما : المسنون : الرطب، ومعناه المصبوب، لأنه لا يكون مصبوباً إلا وهو رطب ؛ وقال الرازي في اللوامع : وهذا إشارة إلى درجات خلق آدم عليه السلام ومراتبه، وأشار الله تعالى إلى ذلك في مواضع مختلفة حسبما اقتضته الحكمة فقال في موضع ﴿خلقه من تراب﴾ [آل عمران : ٥٩]
٢١٩
إشارة إلى المبدإ الأول، وفي آخر ﴿من طين﴾ إشارة إلى الجمع بين الماء والتراب، وفي آخر ﴿من حمإٍ مسنون﴾ إشارة إلى الطين المتغير المستقر على حالة من الاعتدال تصلح لقبول الصورة، وفي آخر ﴿من صلصال﴾ إشارة إلى يبسه وسماع صلصلة منه، وفي آخر ﴿من صلصال كالفخار﴾ [الرحمن : ١٤] وهو الذي قد أصلح بأثر من النار فصار كالحذف، وبهذه القوة النارية حصل في الإنسان أثر من الشيطنة - انتهى.
وقال الرماني : وقد تضمنت الآيات البيان عمّا يوجبه تقليب الحيوان من حال إلى حال من جاعل قادر قلّبه من أصل هو أبعد شيء من حال الحيوان إلى الحيوان، وقال : إن الحكمة في جعله من الحمأة العبرة في أنه قلب من تلك الحال الحقيرة في الصفة إلى هذه الحال الجليلة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٥


الصفحة التالية
Icon