ولأحمد ومسلم وأبي يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ".
ولما أمره بعبادة خاصة، أتبعه بالعامة فقال :﴿واعبد ربك﴾ أي دم على عبادة
٢٤١
المسحن إليك بهذا القرآن الذي هو البلاغ بالصلاة وغيرها ﴿حتى يأتيك اليقين﴾ بما يشرح صدرك من الموت أو ما يوعدون به من الساعة أو غيرها مما ﴿يود الذين كفروا معه لو كانوا مسلمين﴾ قال الرازي في اللوامع : وهذا دليل على أن شرف العبد في العبودية، وأن العبادة لا تسقط عن العبد بحال ما دام حياً - انتهى.
وقال البغوي : وهذا معنى ما في سورة مريم عليها السلام[ مريم : ٣١] فقد انطبق آخر السورة - في الأمر باتخاذ القرآن بلاغاً لكل خير والإعراض عن الكفار - على أولها أتم انطباق، واعتنق كل من الطرفين : الآخر والأول أي اعتناق - والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.
٢٤٢
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٤٠


الصفحة التالية
Icon