ولما كان الركوب فعل المخاطبين، وهو المقصود بالنفعة، ذكره باللام التي هي الأصل في التعليل فقال :﴿لتركبوها﴾ ولما كانت الزينة تابعة لمنفعة، وكانت فعلاً لفاعل الفعل المعلل، نصبت عطفاً على محل ما قبلها فقال :﴿وزينة﴾.
ولما دل على قدرته بما ذكر في سياق الامتنان، دل على أنها لا تتناهي في ذلك السياق، فنبه على أنه خلق لهم أموراً لوعدها لهم لم يفهموا المراد على سبيل التجديد والاستمرار في الدنيا والآخرة ﴿ما لا تعلمون*﴾ فلا تعلمون له موجداً غيره ولا مدبراً سواه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٤٦
ولما كانوا في أسفارهم واضطرابهم في المنافع بهذه الحيوانات وغيرها يقصدون أسهل الطرق وأقومها وأوصلها إلى الغرض، ومن عدل عن ذلك كان عندهم ضالاً سخيف العقل غير مستحق للعد في عداد النبلاء، نبههم على أن ما تقدم في هذه السورة قد بين الطريق الأقوم الموصل إليه سبحانه بتكليفه ببيان أنه واحد قادر عالم مختار، وأنه
٢٤٧