الدم : اشتدت حمرته حتى يسود، والحدمة - محركة : النار - لأنها غاية الحر، والحدمة أيضاً : صوتها - لدلالته على قوة التهابها، ومن ذلك الحدمة أيضاً لصوت جوف الحية، أو صوت في الجوف كأنه تغيظ - لأنه يدل على غاية التهاب الباطن، والحدمة - كفرحة : السريعة الغلي من القدور ؛ ومن الاتساع : تمدحت الأرض أي اتسعت ؛ ومن الاستدارة : الداحوم لحبالة الثعلب - لأنها بلغت الغاية من مراد الصائد، ولأنه لما لم يقدر على الخلاص منها كانت كأنها قد أحاطت به، والمحمح : المستدير الململم، ودمح تدميحاً : طأطأ رأسه - لأن الانعطاف مبدأ الاستدارة - والله سبحانه وتعالى الموفق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٩٢
ولما انقضى هذا المثل كافياً في المراد، ملزماً لهم لاعترافهم بأن الأصنام عبيد الله
٢٩٤
في قولهم " لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، وكان ربما كابر مكابر فقال : إنهم ليسوا ملكاً له، أتبعه مثلاً آخر لا تمكن المكابرة فيه، فقال تعالى :﴿وضرب الله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة أيضاً ﴿مثلاً﴾ ثم أبدل منه ﴿رجلين﴾ ثم استأنف البيان لما أجمل فقال تعالى :﴿أحدهما أبكم﴾ أي ولد أخرس ؛ ثم ترجم بكمته التي أريد بها أنه لا يَفهم بقوله :﴿لا يقدر على شيء﴾ أي أصلاً ﴿وهو كل﴾ أي ثقل وعيال، والأصل فيه الغلظ الذي يمنع من النفوذ، كلت السكين كلولاً - إذا غلظت شفرتها فلم تقطع، وكل لسانه - إذا لم ينبعث في القول، لغلظه وذهاب حده - قاله الرماني ﴿على مولاه﴾ الذي يلي أمره ؛ ثم بين ذلك بقوله تعالى :﴿أينما يوجهه﴾ أي يرسله ويصرفه ذلك المولى ﴿لا يأت بخير﴾ وهذا مثل شركائهم الذين هم عيال ووبال على عبدتهم.


الصفحة التالية
Icon