وأطلق لهم مالاً كثيراً، ولم يزل الأمر يجري على ذلك طول مملكة الفرس، قال : ثم عظم أمر كورش وبسط الله يده على جميع الأمم والممالك، وفتح له الحصون المنيعة وأعطاه كنوز الأرض وذخائرها، ولم يزل مقبلاً مظفراً حيثما توجه كما أخبر الله تعالى على يد أشيعا النبي عليه السلام أنه يفعل ذلك بكورش من أجل إحسانه إلى بني إسرائيل ؛ قال في سفر الأنبياء في نبوة أشيعا بن آموص : هكذا يقول الرب : أنا الذي أبطل آيات العرافين، وأصير كل تعريفهم جهلاً، وأرد الحكماء إلى خلفهم، وأعرف أعمالهم للناس، وأثبت كلمة عبيدي، وأتمم قول رسلي، لأنه قال لأورشليم : أنها تعمر، ولقرى يهوذا : إنها تبنى وتعمر خراباتها، ويقول للغور أن يخرب وتيبس أنهاره، ويقول لكورش : ارع لتتم جيمع إرادتي، وتأرم ببناء أورشليم وتقييم هياكلها، هكذا يقول الرب لمسيحه وكورش الذي أخذ بيمينه لتخضع له الشعوب ويظهر على الملوك أبداً : افتح الأبواب بين يديه، ولا تغلق الأبواب أمامه، أنا أسير قدامه، وأسهل له العسر، أكسر أبواب النحاس، وأحطم أمخال الحديد، وأعطيه الذخائر التي في الظلمات، والأشياء المطمورة المستورةن ليعلم أني أنا الرب الذي دعوته قبل مولده إله إسرائيل، من أجل عبدي يعقوب وإسرائيل صفِي دعوتك باسمك، وكنيتك من قبل أن تعرفني، أنا الرب ولا إله غيري - انتهى ما في سفر الأنبياء.


الصفحة التالية
Icon