ولما كان حالهم خفياً، وكذا حال انتقال الشمس عند من لم يراقبه، أدغم تاء التفاعل نافع وابن كثير وأبو عمرو، وأسقطها عاصم وحمزة والكسائي، فقال تعالى :﴿تزور﴾ أي تتمايل وتتحرف، ولعل قراءة ابن عامر ويعقوب تزور بوزن تحمر ناظرة إلى الحال عند نهاية الميل ﴿عن كهفهم﴾ بتقليص شعاعها بارتفاعها إلى أن تزول ﴿ذات اليمين﴾ إذا كنت مستقبلاً القبلة وأنت متوجه إليه أو مستقبلاً الشمس فيصيبهم من حرها ما يمنع عنهم التعفن ويمنع سقف الكهف شدة الحرارة المفسدة في بقية النهار ﴿وإذا غربت﴾ أي أخذت في الميل إلى الغروب ﴿تقرضهم﴾ أي تعدل في مسيرها عنهم ﴿ذات الشمال﴾ كذلك، لئلا يضرهم شدة الحرارة، ويصيبهم من منافعها مثل ما كان عند الطلوع، فلا يزال كهفهم رطباً، ويأتيه من الهواء الطيب والنسيم الملائم ما يصونهم عن التعفن والفسادن فتحرر بذلك أن باب الغار مقابل لبنات نعش، وأن الجبل الذي هم في شمالي مكة المشرفة، ويجوز أن يكون المراد يمين من يخرج من الكهف وشماله، فلا يلزم ذلك، وقال الأصبهاني : قيل : إن باب ذلك كان مفتوحاً إلى جانب الشمال إذا طلعت الشمس عن يمين الكهف، وإذا غربت كانت على شماله.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥١