يدخل الدلو في البئر فيملأها لقلة الماء - لأنها مواضع قطع الماء برفعه عن البئر والمقارض أيضاَ : الجرار الكبار - كأنها لكبرها وقطعها كثيراً من الماء هي التي قطعت دون الصغار، وما عليع قراض، أي ما يقرض عنه العيون فيستره لتعدل عنه العيون - لعدم نفوذها إلى جلده، والقرض في السير هو أن تعدل عن الشيء في مسيرك، فإذا عدلت عنه فقد قرضته، والمصدر القرض وأصله من القطع، وابن مقرض - كمنبر : ويبة تقتل الحمام - كأنها سميت لقطعها حياة الحمام، وقرض البعير جرته : مضغها فهي قريض - لتقطيعها بالمضع ولقطعها من بطنه بردها إلى حنكه للمضغ.
ولما بين تعالى أنه حفظهم من حر الشمس، بين أنه أنعشهم بروح الهواء، وألطفهم بسعة الموضع في فضاء الغار فقال :﴿وهم في فجوة منه﴾ أي في وسط الكهف ومتسعه.
ولما شرح هذا الأمر الغريب، والنبأ العجيب، وصل به نتيجة فقال تعالى :﴿ذلك﴾ أي المذكور العظيم من هدايتهم، وما دبروا لأنفسهم، وما دبر لهم من هذا الغار المستقبل للنسيم الطيب المصون عن كل مؤذ، وما حقق به رجاءهم مما لا يقدر عليه سواه ﴿من ءايات الله﴾ أي الملك الأعلى المحيط بكل شيء علماً وقدرة، وإن كان إذا قيس إلى هذا القرآن القيم وغيره مما خطت به هذه الأمة كان يسيراً.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥١