ولما كان اللباس جزاء العمل وكان موجوداً عندهم، أسند الفعل إليهم فقال تعالى :﴿ويلبسون ثياباً خضراً﴾ ثم وصفها بقوله تعالى :﴿من سندس﴾ وهو ما رقّ من الديباج ﴿وإستبرق﴾ وهو ما غلظ منه ؛ ثم استأنف الوصف عن حال جلوسهم فيها بأنه جلوس الملوك المتمكنين من النعيم فقال تعالى :﴿متكئين فيها﴾ أي لأنهم في غاية الراحة ﴿على الأرائك﴾ أي الأسرع عليها الحجل، ثم مدح هذا فقال تعالى :﴿نعم الثواب﴾ أي هو لو لم لها وصف غير ما سمعتم فكيف ولها من الأوصاف ما لا يعلمه حق علمه إلا الله تعالى! وإلى ذلك أشار بقوله تعالى :﴿وحسنت﴾ أي الجنة كلها، وميز ذلك بقوله تعالى :﴿مرتفقاً*﴾.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٦٤
ولما كان إنما محط حال المشركين العاجل، وكان قد تقدم قولهم ﴿أو يكون لك جنة من نخيل وعنب﴾ [ الإسراء : ٩١] الآية، وقوله تعالى :﴿إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها﴾ [ الكهف : ٧] الآية، وقوله تعالى : في حق لافقراء المؤمنين الذين تقذروهم ﴿ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا﴾ [الكهف : ٢٨] الآية واستمر إلى أن ختم بأن جنات المؤمنين عظيم حسنها من جهة الارتفاق، عطف على قوله تعالى ﴿وقل الحق من ربكم﴾ [ الكهف : ٢٩] قوله تعالى كاشفاً بضرب المثل أن ما فيه الكفار من الارتفاق العاجل ليس أهلاً لأن يفتخر به لأنه إلى زوال :﴿وضرب لهم﴾ أي لهؤلاء الضعفاء
٤٦٦