ولما كان القصد تشبيه حاله بالإتيان منه بولد على ضعف السبب بتقديره من النطفة على ضعف سبيتها لكونها تارة تثمر وتارة لا، وهو الأغلب، أتى بالجار إشارة إلى ذلك فقال :﴿من قبل﴾ أي قبل هذا الزمان ﴿ولم﴾ أي والحال أنك لم : ولما كان عليه السلام شديد التشوف لما يلقى عليه من المعنى في هذه البشرى، أوجز له حتى بحذف النون وليثبت أنه ليس له من ذاته إلا العدم المحض، وينفي أن يكون له من ذاته وجود ولوعلى أقل درجات الكون لاقتضاء حاله في هذا التعجب لتذكيره في ذلك فقال :﴿تلك شيئاً *﴾ أي يعتد به، ثم أبرزتك على ما أنت عليه حين أردت، فتحقق بهذا أنه من امرأته هذه العاقر في حال كونهما شيخين، ثم قيل جواباً لمن كأنه قال : ما قال بعد علمه بذلك ؟ :﴿قال رب﴾ أي أيها المحسن إليّ بالتقريب! ﴿اجعل لي﴾ على ذلك ﴿ءاية﴾ أي علامة تدلني على وقوعه ﴿قال﴾ أي الله :﴿ءايتك﴾ على وقوع ذلك ﴿ألا تلكم الناس﴾ أي لا تقدر على كلامهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥١٩
ولما بدئت السور بالرحمة، وكان الليل محل تنزلها "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء
٥٢٣


الصفحة التالية
Icon