ولما كان المولود سر من يلده، وكان التعبير عنه بما هو من مادة الغلمة دالاً على غاية الكمال في الرجولية المقتضي لغاية القوة في أمر النكاح نفت أن يكون فيها شيء من ذلك فقالت :﴿بغياً *﴾ أي ليكون دأبي الفجور، ولم يأت " بغية " لغلبة إيقاعه على النساء، فكان مثل حائض وعاقر في عدم الإلباس ولأن بغية، لا يقال إلا للمتلبسة به ﴿قال﴾ أي جبريل عليه السلام ﴿كذلك﴾ القول الذي قلت لك يكون.
ولما كان لسان الحال قلائلاً : كيف يكون بغير سبب ؟ أجاب بقوله :﴿قال﴾ ولما بنيت هذه السورة على الرحمة واللطف والإحسان بعباد الرحمن، عبر باسم الرب الذي صدرت به بخلاف سورة التوحيد آل عمران المصدرة بالاسم الأعظم فقال :﴿ربك هو﴾ أي المذكور وهو أيجاد الولد على هذه الهيئة ﴿عليّ﴾ أي وحدي لا يقدر عليه أحد غيري ﴿هين﴾ أي خصصناط به ليكون شرفاً به لك.