ولما كان موسى أول من نوه الله بأسمائهم، على لسانه في التوارة، وأظهر محامدهم، وشهر مناقبهم، وتوارث ذلك أبناؤهم منه حتى شاع أمرهم وذاع، وملأ الأسماع، وطار في الأقطار، حتى عم البراري والبحار، عقب ذكرهم بذكره فقال :﴿واذكر في الكتاب﴾ أي الذي لا كتاب مثله في الكمال ﴿موسى﴾ أي الذي أنقذ الله به بني إسرائيل من العبودية والذل ختى تمكنوا من آثار آبائهم، وكان موافقاً لأبيه إبراهيم عليهم السلام في أن كلاً منهما أراد ملك زمانه الذي ادعى الربوبية قتله خوفاً على ملكه منه، فأنجاه الله منه، وأمر موسى أعجب لأنه سبحانه أنجاه من الذبح بالذباح، ثم علل ذركه له بقوله :﴿إنه كان﴾ أي كوناً عريقاً فيه ﴿مخلصاً﴾ لله تعالى في توحيده وجميع
٥٣٩


الصفحة التالية
Icon