عن الجنة، فثبت أمر البعث، أتبع ذلك ما يقرره على وجه أصرح منه وأعم فقال مبدلاً من ﴿ربك﴾ :﴿رب السماوات والأرض﴾ اللتين نحن من جملة ما فيهما من عبادة ﴿وما بينهما﴾ منا ومن غيرنا من الأحياء وغيرها ﴿فاعبدوه﴾ بالمراقبة الدائمة على ما ينبغي له من مثلك ﴿واصطبر﴾ أي اصبر صبراً عظيماً بغاية جهدك على كل ما ينبغي الاصطبار عليه كذلك ﴿لعبادته﴾ أي لأجلها فإنها لا تكون إلا عن مجاهدة شديدة ؛ ثم علل ذلك بقوله :﴿هل تعلم له سمياً *﴾ أي متصفاً بوصف من أوصافه اتصافاً حقيقياً، أو مسمى باسمه، العلمَ الواقع موقع لأنه لا مماثل له حتى ولا في مجرد الاسم، وإيراده بصورة الاستفهام كالدعوى بدليلها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥٤٦


الصفحة التالية
Icon