منه، ولا يمكن أحداً التوقف فيه، وذلك أنه لا يمكن أن يكون الشيء متصفاً بنفي شيء وإثباته في حالة واحدة فقال مبدلاًك ﴿من الذين فرقوا﴾ لما فارقوا ﴿دينهم﴾ الذي هو الفطرة اولى، فعبد كل قوم منهم شيئاً ودانوا ديناً غير دين من سواهم، وهو معنى ﴿وكانوا﴾ أي بجهدهم وجدهم في تلك المفارقة المفرقة ﴿شيعاً﴾ أي فرقاً متحاللفين، كل واحدة منهم تشايع من دان بدينها على من خالفهم حتى كفر بعضهم بعضاً واستباحوا الدماء والأموال، فعلم قطعاً أنهم كلهم ليسوا على الحق.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٢٤
ولما كان هذا امراص يتعجب من وقوعه، زاده عجباً بقوله استئنافاً :﴿كل حزب﴾ أى منهم ﴿بما لديهم﴾ أى خاصة من خاص ما عندهم من الضلال الذي انتحلوه ﴿فرحون*﴾ طناً منهم أهم صادفوا الحق وفازوا به دون غيرهم.


الصفحة التالية
Icon