القدح طلب آية فقالوا :﴿فليأتنا﴾ أي دلايلاً على رسالته ﴿بآية﴾ أي لأنا قد بينا بطعننا أ، القرآن ليس بآية ؛ ثم خيلوا النصفة بقولهم :﴿كما﴾ أي مثل ما، وبنوا الفعل للمفعول إشارة إلى أنه متى صحت الرسالة كان ذلك بزعمهم من غير تخلف لشيء أصلاً فقالوا :﴿أرسل الأولون*﴾ أي بالآيات مثل تسبيح الجبال، وتسخير الريح، وتفجير الماء، وإحياء الموتى، وهذا تناقض آخر في اعترافهم برسالة الأولين مع معرفتهم أنهم بشر، وإنكارهم رسالته صلى الله عليه وشسلم لكون بشراً، ولم يستجيبوا بعد التناقض من المكابرة فيما أتاهم به من انشقاق القمر، وتسبيح الحصى، ونبع الماء، والقرآن المعجز، مع كونه أمياً - إلى غير ذلك.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٧
ولما أشار سبحانه إلى فساد طعنهم بما جعله هباء منثوراً، وتضمن قولهم الذي سببوه عنه القرار بالرسل البشريين وىياتهم، أتبعه بيان ما عليهم فيه، فين أولاً أن الآيات تكون سبباً للهلاك، فقال جواباً لمن كأنه قال : رب إلى ما اقترحوه ليؤمنوا :﴿ما ءامنت﴾ أي بلإجابة لى الآيات المقترحات.
ولما كان المراد استغراق الزمان، جرد الظرف عن الخافض فقال :﴿قبلهم﴾ أي قبل كفار مكة المقترحين عليك، وأعرق في النفي فقال :﴿من قرية﴾ ولما كان المقصود التهويل في الأهلاك، وكان إهلاك القرية دالاً على إهلاك أهلها ن غير عكس، دل على إهلاك جميع المعاندين :﴿أهلكنها﴾ أي على كثرتهم ﴿وكم أهلبكنا قبلهم من القرون من بعد نوح﴾ [الإسراء : ١٧]، ﴿وما أهلكنا من قرية إلا ولهم منذرون﴾ [الشعراء : ٢٠٨]، ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً﴾ [الإسراء : ١٥] " وما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عيه البشر " وأشار بذلك لى أنه لم يسلم عند البأس إلا قرية واحدة وهم قوم يونس لأنهم آموا عند رؤيسة المخايل وقيل الشروع في الإهلاك، وهو إشارةة إلى أن سبب الإيمان مشيئنه سبحانه لا الايات.


الصفحة التالية
Icon