ولما كان المراد اختصاصه عليه السلام بهذا قيده به، ولما كان المراد حياته ولا بد، عبر بحرف الاستعلاء فقال :﴿على إبراهيم*﴾ أي فكان ما أردنا من سلامته، وروى البغوي من طريق البخاري عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ أمر
٩٥
بقتل الوزغ وقال :"كان ينفخ النار على إبراهيم" وقال ابن كثير : وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عبيد اللع بن أخي وهب ثنا عمي عن جرير بن حازم أن نافعاً حدثه قال : حدثتني مولاة الفاكة بن المغيرة المخزومي قالت : دخلت على عائشة رضي الله عنها فرأيت في بيتها رمحاً فقلت : يا أم المؤمنين! ما تصنعين بهذا الرمح ؟ فقالت : نقتل به هذه الأوزاغ، إن رسول الله قال :"إن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفىء عنه غير الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم فأمرنا رسول الله ﷺ بقتله.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٩٣
ولما قدم ما نبه على شدة الاهتمامم به لإفهامه أنه حكم بسلامته من كيدهم عند همهم به فكيف بما بعده! قال عاطاً على تقديره : فألقوه فيها :﴿وأرادوا به كيداً﴾ أي مكراً بإضراره بالنار وبعد خروجه منها ﴿فجعلناهم﴾ أي بما لنا من الجلال.