العبر عند بيت صيداً ليطلق هو الجماعة، فلما ودعهم وذهب إلى الجبل ليصلي، قال متى : فلما كان المساء وكان وحده هناك والسفينة في وسط البحر، فضربتها الأمواج لمعاندة الريح لها، قال يوحنا : فمضوا نحو خمسة وعشرين غلوة أو ثلاثين، وقال متى : وفي الهجعة الرابعة من الليل جاءهم ماشياً على البحر فاضطربوا وقالوا : إنه خيال، ومن خوفهم صرخوا، فكلمهم قائلاً : أنا هو، لا تخافوا، أجابه بطرس وقالوا : إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء، فقال له : تعال! فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء، فرأى قوة الريح فخاف، وكاد أن يغرق فصاح قائلاً : يا رب نجني! فللوقت مد يسوع يده وأخذه وقال له : يا قليل الأمانة! لم
١٠٩
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٠٦
شككت ؟ فلما صعد السفينة سكنت الريح، قال يوحنا : وللوقت صارت إلى الأرض التي أرادوها، وفي الغد نظرت الجموع الذين كانوا معه في عبر البحر أن ليس هناك سوى سفبنة زاحدة، وأن يسوع لم يركبها مع تلاميذه لكن تلاميذه مضوا وحدهم، وكانت سفن أخر وافت من طبرية حتى انتهت إلى الموضع الذي أكلوا الخبز الذي بارك عليه، فحين لم ير الجماعة يسوع هناك ولا تلاميذه، ركبوا تلك السفن، وأتوا إلى كفر ناحوم يطلبون يسوع، فلما قصدوه في عبر البحر قالوا له : يا معلم! متى صرت هاهنا ؟ أجاب يسوع وقال : الحق الحق أقول لكم! إنكم لم تطلبوني لنظركم الآيات بل لأكلكم الخبز فشبعتم، اعلموا لا للطعام الزائل بل للطعام الباقي في الحياةة المؤبدة الذي يعطيكموه ابن البشر، ثم قال : لست أعمل بمشيئتي، لكن بمشيئة الذي أرسلني، ثم قال : قد كتب في الأنبياء أنهم يكنون بأجمعهم معلمين، الحق أقول لكم! من يؤمن بي فله الحياة الدائمة، قالوا : ما نصنع حتى نعمل أعمال الله ؟ قال : عمل الله هو أن تؤمنوا بمن ارسله، قال متى : ولما عبروا جاؤوا إلى أرض جناشر، قال مرقس : فأرسوا وخرجوا من السفينة - انتهى.