ولما أمرهم بالتقوى : علل ذلك مرهباً لهم بقوله :﴿إن زلزلة الساعة﴾ أي التي تقدم التحذير منها في الأنبياء بدأ وختماً وما بين ذلك، أي شدة اضطرابها وتحركها العنيف المزيل للأشياء عن مقارها إزالة عظيمة، بما يحصل فيهما من الأصوات المختلفة، والحركات المزعجة المتصلة، من النفخ في الصور، وبعثرة القبور، وما يتسبب عن ذلك من عجائب المقدور، وقت القيام، واشتداد الزحام، وذلك لأن " زلزل " مضاعف زل - إذا زال عن مقره بسرعة، ضوعف لفظه لتضاعف معناه ؛ قال البغوي : الزلزلة والزلزال : شدة الحركة على الحال الهائلة - انتهى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٢٩
وهو من إضافة المصدر إلى الفاعل أو المفعول فيه، ﴿سيء عظيم*﴾ أي لا تحتمل العقول وصفه ؛ قال ابن كثير : أي أمر كبير، وخطب جليل وطارق مفظع، وحادث هائل، وكائن عجيب - انتهى.
١٣٠
وهذا للزلزلة نفسها، فكيف بجميع ما يحدث في ذلك اليوم الذي لا بد لكم من الحشر فيه إلى الله ليجازيكم على ما كان منكم، لا ينسى منه نقير ولا قطمير، ولا يخفى قليل ولا كثير، مما تطير له القلوب، ولا تثبت له النفوس، فاعتدوا وجاهدوا أعداءكم من الأهواء والشياطين.


الصفحة التالية
Icon