ولما كان العقلاء من المكلفين قد دخلوا في قوله ﴿ومن في الأرض﴾ دخولاً أولياً، وكان السجود الممدوحون عليه إنما هو الموافق للأمر، لا الموافق للإرادة المجردة عن الأمر، قال دالاً على إرادته هنا بتكريرهم وتقسيمهم بعد إدخالهم في السجود الإدارة وتعميمهمك ﴿وكثير من الناس﴾ أي يسجد سجوداً هو منه عبادة شؤعية فحق له الثواب ﴿وكثير﴾ أى منهم ﴿حق عليه العذاب﴾ بقيام الحجة عليه بكون لم يسجد، فجحد الأمر الذي من جحده كان كافراً وإن كان كافراً وإن كان ساجداً عابداً بالمعنى اللغوي الذي هو
١٤١
الجري مع المراد، وعلى القول بأن هذا في تقدير عامل من لفظ الأول بغير معناه هو قريب من الاستخدام الذي يعلو فيه ضمير على لفظ مراد منه معنى آخر، والآية من الاحتباك : إثبات السجود في الأول دليل على انتفائه في الثاني، وذكر العذاب في الثاني دليل على حذف الثواب في الأول.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٤١