ولما أشار بالتثنية إلى كل فرقة منهم صارت - مع كثرتها وانتشارها باتحاد الكلمة في العقيدة - كالجسد الواحدن صرح بكثرتهم بالتعبير بالجمع فقال :﴿اختصموا﴾ أي أوقعوا الخصومة بغاية الجهد، ولما كانت الفرق المذكورة كلها مثبتة وقد جحد أكثرهم النعمة، قال :﴿في ربهم﴾ أي الذي هم بإحسانه إليهم معترفون، لم يختصموا بسبب غيره أصلاً، وحمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وعبيدة بن الحارث وعلي بن ابي طالب - الذين هم أول من برز للمخاصمة بحضرة رسول الله - صلى الله عليه ورضي عنهم
١٤٢
- للكفرة من بني عمهم : عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، في غزوة بدر-أولى الناس بهذه الآية لما روي في الصحيح عن ابي ذر رضي الله عنه " أنه كان يقسم أنها نزلت فيهم، ولذلك قال رضي الله عنه : أنا أول من يحثو بين يدي الرحمن عز وجل يوم القيامة للخصومة " أخرجه البخاري في صحيحه، ولعله رضي الله عنه أول الثلاثة، قام لمنابذتهم النبي ﷺ فإنه كان اشبّهم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٤١


الصفحة التالية
Icon