ولما ذكر الكفار ودليل كفرهم بما استعطفهم، وزاد في الاستعطاف بحذف الخبر عنهم، ودل آخر الآية هلى أنه يذيقهم العذاب الأليم، عطف عليه ما ينفر عن وصفهم فقال :﴿ومن يرد فيه﴾ أي شيئاً من أفعال الكفار من الصد المذكور وغيره، أي يقع منه إرادة لشيء من ذلك ﴿بإلحاد﴾ أي مصاحبة تلك الإرادة وماتبسة بجور عن الأمر المعروف وميل واعوجاج.
ولما كان ذلك يقع على مطلق هذا المعنى، بين المراد بقوله :﴿بظلم﴾ أي في غير موضعه، وأما صد الكفار عنه فإنه بحق، لأنهم نجس لا ينبغي قربانهم المحال المقدسة، وكذا صد الحائض والجنب والخائن ﴿نذقه﴾ ولما كان
١٤٥
المشروط نوعاً من الإلحاد، لا الإلحاد الكامل، عبر بقوله ﴿من عذاب أليم*﴾ ودل هذا الخبر عمن أراد شيئاً مما فعله الكفار أن الخبر عن الكفار الفاعلين لما رتب هذا الجزاء على إرادته ما قدرته.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٤٣


الصفحة التالية
Icon