حفاة عراة، ينتقلون من مشعر من مشاعر الحج إلى معشر، ومن مشهد إلى مشهد، مجموعين بالدعوة، خاشعين للهيبة، خائفين من السطوة، راجين للمغفرة، ثم يتفرقون إلى مواطنهم، ويتوجهون إلى مساكنهمن كالسائرين إلى مواقف الحشر، يوم البعث والنشر، المتفرقين إلى إلى داري النعيم والجحيم، قيا أيها المصدقون بأن خليلنا إبراهيم عليه السلام نادى بالحج فأجابه بقدرتنا كرامة له من أراد الله حجة على بعد أقطارهم، وتنائي ديارهم، ممن كان موجوداً في ذلك الزمان، وممن كان في ظهور الآباء الأقربين أو الأبعدين! صدقوا أن الداعي من قبلنا بالنفخ في الصور يجيبه كل من كان على ظهرها ممن حفظناه له جسده، أو سلطنا عليه الأرض فمزقناه حتى صار تراباً، وما بين ذلك، لأن الكل علينا يسير.
١٤٧