ولما كان هذا أول الإذن في القتال، المجب لمنابذة الكفار، مهاجرة الأهل والأموال والديار، وكان ذلك - مع كونه في غاية الشدة - موجباً للفقر عادة، قال محققاً له ومنبهاً على أنه سبب الرزق :﴿ورزق﴾ أي في الدنيا بالغنائم وغيرها، والآخرة بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ﴿كريم*﴾ لا خسة فيه ولا دناءة بانقطاع ولا غيره أصلاً ما داموا على الاتصاف بذلك، هذا فعل ربهم بهم عكس ما وصف به مدعو الكفار من أن ضره أقرب من نفعه.
ولما كان في سياق الإنذار، قال معبراً بالماضي زيادة في التخويف :﴿والذين سمعوا﴾ أي أوقعوا السعي ولو مرة واحدة بشبهة من الشبه ونحوها ﴿في آياتنا﴾ أي التي
١٦٢


الصفحة التالية
Icon