ولما لاح من ذلك أن الشيطان ألقى للكفار شبهاً، يعاجزون بها بجدالهم في دين الله الذي أمر رسوله محمداً ثلى الله عليه وسلم بإظهاره، وتقرير وإشهاره، عطف عليه تسلية له ﷺ قوله :﴿وما ارسلنا﴾ أى بعظمتنا ﴿من قبلك﴾ ثم أكد ىالاستغراق بقوله :﴿من رسول﴾ أي من ملك أو بشر بشريعة جديدة يدعو ليها ﴿ولا نبي﴾ سواء كان رسولاً أو لا، مقرر بالحفظ لشريعة سابقة - كذا قال البيضاوي وغيره في الرسول وهو منقوص بأنبياء بني أسرائيل الذين بين موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، فإن الله تعالة سماهم رسلاً في غير آية منها ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل﴾ [البقرة : ٨٧]
١٦٣