ولما كان إبطاله سبحانه للشبه إبطالاً محكماً، لا يتطرق إليه لعلو رتبة بيانه - شبهة أصلاً، عبر بأداة التراخي فقال :﴿ثم يحكم الله﴾ أي الملك الذي لا كفوء له ﴿آياته﴾ أي يجعلها جلية فيما أريد منها، وأدل دليل على أنم هذا هو المراد مع الافتتاح بالمعاجزة في الآيات - الختام بقوله عطفاً على ما تقديره : فالله على ما يشاء قدير :﴿والله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿عليم﴾ أي بنفي الشبه ﴿حكيم*﴾ بإيراد الكلام على وجه لا تؤثر فيه عند من له أدنى بصيرة، وكذا ما مضى في السورة ويأتي من ذكر الجدال.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦١
١٦٤
ولما ذكر سبحانه ما حكم به من تمكين الشيطان من هذا الإلقاء، ذكر العلة في ذلك فقال :﴿ليجعل ما يلقي الشيطان﴾ أى في المتلو أو المحدث به من تلك الشبه في قلوب أوليائه ﴿فتنة﴾ أي اختبار وامتحاناً ﴿للذين في قلوبهم مرض﴾ لسفولها عن حد الاعتدال من اللين حتى صارت مائيتة تقبل كل صورة ولا يثبت فيها صورة، وهم أهل النفاق المتلقفون للشبه الملقون لها ﴿والقاسية قلوبهم﴾ عن فهم الآيات، وهم من علت قلوبهم عن ذلك الجدال أن صارت حجرية، وهم المصارحون بالعداوة، فهم في ريب من أمرهم وجدال للمؤمنين، قد انتشقت فيها الشبه، فصارت أبعد شيء عن الزوال.
ولما كان التقدير : فإنهم حزب الشيطان، وأعداء لرحمن، عطف عليه قوله.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٤