لقصد الأعداء للمهاجر بالمصادمة، عند تحقق المصارمة، قال معبراً بأداة التراخي إشارة إلى طول العمر وعلو الرتبة بسبب الهجرة :﴿ثم قتلوا﴾ أي بعد الهجرة، وألحق به مطلق الموت فضلاً منه فقال :﴿أو ماتوا﴾ أي من غير قتل ﴿ليزقنهم الله﴾ أى الملك الأعلى ﴿رزقاً حسناً﴾ من حين تفارق أرواحهم أشباحهم لأنهم أحياء عند ربهم، وذلك لأنهم أرضوا الله بما انخلعوا منه مما أثلوه طول أعمارهم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٤
وأثله آباؤهم من قبلهم، وأموالهم وأهليهم وديارهم.
ولما كان التقدير : فإن لاالله فعاللما يريد من إحيائهم ورزقهم وغيره، عطف عليه قوله :﴿وإن الله﴾ أي الجامع لصفات الكمال بعظمته وقدرته على الإحياء كما قدر على الإماتة ﴿لهو خير الرازقين*﴾ يرزق الخلق عامة البر منهم والفاجر، فكيف بمن هاجر إليه! ويعطي عطاء لا يدخله عد، ولا يحويه حد، وكما دلت الآية على تسوية من مات في سبيل الله برباط أو غيره في الرزق بالشهيد، دلت السنة أيضاً من حديث سلمان وغيره رضي الله عنهم أن رسول الله ﷺ قال :"من مات مرابطاً أجري عليه الرزق وأمن الفتانين ".
١٦٧
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٤
ولما كان الرزق لا يتم إلا بحسن الدار، وكان ذلك من أفضل الرزق، قال دالاً على ختام التي قبل :﴿ليدخلنهم مدخلاً﴾ أي خولاً ومكان دخول قراءة نافع وأبي جعفر بفتح الميم، وإدخالاً ومكان إدخال على قراءة الباقين ﴿يرضونه﴾ لا يبغون به بدلاً، بما أرضوه به بما خرجوا منه.