بقية الحيوانات، جمع
٢١٥
فؤاد، وهو القلب لتوقده وتحرقه، من التفؤد وهو التحرق، وعبر به هنا لأن السياق للاتعاظ والاعتبار، وجمعه جمع القلة إشارة إلى عزة من هو بهذه الصفة، ولعله جمع الأبصار كذلك لاحتمالها للبصيرة.
ولما صور لهم هذا النعم، وهي بحيث لا يشك غافل في أنه لا مثل لها، وأنه لو تصور أن يعطي شيئاً منها آدمي لم يقدر على مكافأته، حسن تبكيتهم في كفر المنعم بها فقال :﴿قليلاً ما تشكرون*﴾ لمن أولاكم هذه النعم التي لا مثل لها، ولا يقدر غيره على شيء منها، مع ادعائكم أنكم اشكر الناس لمن أسدى إليكم اقل ما يكون من النعم التي يقدر على مثلها كل أحد، فكنتم بذلك أنزل من ا لحيوانات العجم صماً بكماً عمياً.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢١٤
ولما ذكرهم بهذ النعم التي هي دالة على خلقهم، صرح به في قوله :﴿وهو﴾ أي وحده ﴿الذي ذرأكم﴾ أى خلقكم وبثكم ﴿في الأرض﴾ ولما ذكرهم بإبدائهم المتضمن للقدرة على إعادتهم مع ما فيها من الحكمة وفي تركها من الإخلال بهان صرح بها فقال :﴿وإليه﴾ أي وحده ﴿تحشرون*﴾ يو النشور.
ولما تضمن ذلك إحيائهم وإماتتهم، صرح به على وجه عام فقال :﴿وهو﴾ أى وحده ﴿الذي﴾ من شأنه أنه ﴿يحيي ويميت﴾ فلا مانع له من البعث ولا غيره مما يريده.


الصفحة التالية
Icon