﴿قل﴾ منكراً عليهم تسبيب ذلك لهم ادعاء أنه سحر، أو صرف عن الحق كما يصرف المسحور ﴿فأنى تسحرون*﴾ أي فكيف بعد إقراركم بهذا كله تدعون أن الوعيد بالبعث سحر في قولكم : أفتأتون السحر وأنتم تبصرون، ومن اين صار لكم هذا الاعتقاد وقد أقررتم بما يلزم منه شمول العلم وتمام القدرة ؟ ومن أين تتخيلون الحق باطلاً، أز كيف تفعلون فعل المسحور بما تأتون به من التخطيط في الأقوال والأفعال، وتخدعون وتصرفون عن كل م ادعا إليه ؟ ولماكان الإنكار بمعنى النفي، حسن قوله :﴿بل﴾ أى ليس الأمر كما يقولون، لم نأتهم بسحر بل، أو يكون المعنى : ليس هو أساطير، بل ﴿أتيناهم﴾ فيه على عظمتنا ﴿بالحق﴾ أي الكامل الذي لا حق بعده، كما دلت عليه " ال " فكل ما أخبر به من التوحيد والبعث وغيرهما فهو حق ﴿وإنهم لكاذبون*﴾ في قولهم ك إنه سحر لا حقيقة له، وفي كل ما ادعوه من الولد والشريك وغيرهما مما بين القرآن فساده كما لزمهم بما أقروا به في جواب هذه الأسئلة الثلاثة.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢١٨
ولما كان من أعظم كذبهم ما أشار إليه قوله تعالى ﴿وقالوا اتخذ الحمن ولداً﴾ [مريم : ٨٨] قال :﴿ما اتخذ الله﴾ أي الذي لا كفوء له، وأعرق في النفي بقوله :﴿من ولد﴾ لا من الملائكة ولا من غيرهم، لما قام من الأدلة على غناه، وأنه لا مجانس له، ولما لزمهم بإقرارهم أنه يجير ولا يجار عليه، وأن السماوات والأرض ومن فيهما.


الصفحة التالية
Icon