شيء " وكذلكا لمحب الطبري في آخر طالقرى لقاصدي أم القرى " وذلك لأنه ﷺ ما دعا جامداً ولا متحراكاً غير الإنسان إلا أجابه بما هو مقتضى ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها﴾ [الأحزاب : ٧٢] دعا غير مرة عدة من أغصان الأشجار فأتته تسجد له، ثم أمرها بأن ترجع إلى مكانها ففعلت ؛ ودعا الضب وغيره من الحيوانات العجم فأطاعته ؛ ودعا الأشجار غير مرة فسمعت وسعت إليه ؛ وأمر الجبل لما رجف فأذعن ؛ وأرسل إلى نخل وأحجار يأمرهن بالاجتماع ليقضي إليهن حاجة ففعلن، ثم أرسل يأمرهن بالرجوع إلى أماكنهن فأجبن ؛ وغمز الأرض فنبع منها الماء ؛ وأرسل سهمه إلى البئر فجاشت بالرواء - إلى غير ذلك مما هو مضمن في دلائل النبوةن بل ولا دعا طفلاً رضيعاً إلا شهد له لكونه على الفطرة الأولى - إلى غير ذلك مما هو دال على ظاعر الآية المقتضي لزيادة شرفه ﷺ من غير محذور يلزم عليه ولا نص يخالفة - والله الهادي.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٩١


الصفحة التالية
Icon