الكلام عاماً لأحوال الدنيا والآخرة، وهو قاطعون بأ، هم في الدنيا أحسن حالاً من المؤمنين، لما هم فيه من السعة في المال والكثرة والقوة، وبلفظ الحسن إشارة إلى ما يتزين به مقيلهم من حسن الوجوه وملاحه الصور ونحوه.
ولما كان للكفرة في هذه الدار من العز والقوة والضخامة ما يتعجبون معه من مصير حالهم وحال أخصامهم إلى ما ذكر، بين أن الأمر في ذلك اليوم على غير ما نعهده، فقال عاطفاً على ﴿يوم يرون﴾ :﴿ويوم تشقق﴾ أي تشققاً عظيماً وإن كان فيه خفاء على البعض - بما أشار إليه حذف تائه ﴿السماء بالغمام﴾ أي كما تشقق الأرض بالنبات فيخرج من خلال شقوقها، وأشار إلى جهل من طلبوا نزولهم دفعة واحدة بقوله :﴿ونزل﴾ أي بالتدريج بأمر حتم لا يمكنهم التخلف عنه، بأمر من لا أمر لغيره ﴿الملائكة﴾ الذين طلبوا أن يروهم في حال واحد ﴿تنزيلاً*﴾ في أيديهم صحائف الأعمال ؛ قال ابم عباس رضي الله عنهما : تشقق السماء في الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر من أهل ممن في الدنيا من الجن والإنس، ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا وأهل الأرض جناً وإنساً ثم كذلك حتى تشقق السماء السابعة، وأهل كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها، ثم الكربيون ثم حملة العرش.


الصفحة التالية
Icon