فقال مفسراً لأن النداء في معنى القول :﴿أن أئت القوم﴾ أى الذين فيهم قوة وأيّ قوة ﴿الظالمين*﴾ أي بوضعهم قوتهم على النظر الصحيح المؤدي للإيمان في غير موضعها.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٤٨
ولما كان كأنه قيل : أيّ قوم ؟ قال مبدلاً إشارة أن العابرتين مؤداهما واحد لأنهم عريقون في الظلم، لظلمهم أنفسهم بالكفرة وغيره، وظلم بني إسرائيل وغيرهم من العباد :﴿قوم فرعون﴾.
٣٥٠
ولما كان المقصود بالرسالة تخويفهم من الله تعالى، وإعلامهم بجلاله، استانف قوله معلماً بذلك في سياق الإنكار عليهم، والإيذان بشديد الغضب منهم، والتسجيل عليهم بالظلم، والتعجيب من حالهم في عظيم عسفهم فيه، وأنه قد طال إمهاله لهم وهو لا يزدادون إلا عتواً ولزماً للموبقات :﴿ألا يتقون*﴾ أى يحصل منهم تقوى.
ولما كان من ا لمعلوم أن من أتى الناس بما يخالف أهوائهم.