﴿وقيل﴾ أي بقول من يقبل لكونه عن فرعون ﴿للناس﴾ أى كافة حثاً لهم على الإسراع إلى الاجتماع بأمر فرعون، وامتحاناً لهم هل رجعوا عن دينه، علماً منه بأن ما ظهر ن المعجزة - التي منها عجزة عن نوع أذى لمن واجهة بما لا مطمع في مواجهته بأدناه - لم يدع لبساً في أنه مربوب مقهور، وأن ذلك موجب لا تباع موسى عليه السلام :﴿هل أنتم مجتمعون*﴾ أي اجتماعاً أنتم راسخون فيه لكونه بالقلوب كما هو بالأبدان، كلكم ليكون أهيب لكم، وزين لهم هذا القائل البقاء على ما كانوا عليه من الباطل بذكر السحرة وإن كان شرط فيه الغلبة، ولم يسمح بذكر جانب موسى عليه السلام فقال :﴿لعلنا نتبع السحرة﴾ لأن من امتثل أمر الملك كان حاله حال من يرجى منه اتباع حزبه ﴿إن كانوا هم﴾ أي خاصة ﴿الغالبين*﴾ أى غلبة لا يشك في أنها ناشئة عن مكنة نعرض عن أمر موسى الذي الذي تنازع الملك في أمره، وهذا مرادهم في الحقيقة، وعبر بهذا كناية عنه لأنه أدل على عظمة الملك، وعبر بأداة الشك إظهاراً للإنصاف، واستجلاباً للناس، مع تقديرهم لقطعهم بظفرة السحرة.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٧
لما رسخ في أذهناهم في الزمنة المتطاولة من الضلال الذي لا غفلة لإبليس عن تزيينه مع أن تغيير المألوف أمر في غاية العسر.
وقال :﴿فلما﴾ بالفاء إيذاناً بسرعة حشرهم، إشارة إلى ضضخامة ملكه.
ووفور عظمته ﴿جاء السحرة﴾ أى الذين كانوا في جميع بلاد مصر
٣٥٨