ولما كان التقدير : فأطاعوا أمره، ونفوا على كل صعب وذلول، عطف عليه قوله معلماً بما آل إليه أمرهم :﴿فأخرجناهم﴾ أى بما لنا من القدرة، إخراجاً حثيثاً مما لا يسمح أحد بالخروج منه ﴿من جنات﴾ أي بساتين يحق لها أن تذكر ﴿وعيون*﴾ لا يحتاج معها إلى نيل ولا مطر ﴿وكنوز﴾ من الأموال تعرف بمقدار ما هم فيه من النعم الفاضلة عنهم، مع ما هم فيه من تمام الاستعداد لمثل هذا المراد ﴿ومقام﴾ من المنازل ﴿كريم*﴾ أي على صفة ترضي الرائي له لأنه على النهاية من الحسن لا يقال فيه : ليته كان كذا، أو كان فيه كذا.
٣٦٣
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٦١
ولما كان الخروج عن مثل هذا مما يستنكر، أشار إلى عظمة القدرة عليه بقوله :﴿كذلك﴾ أي مثل ذلك الإخراج العجيب الذي اراده فرعون من قومه في السرعة والكمال الهيبة اخرجناهم نحن بأن يسرنا له ولهم ذلك، ووفرنا لهم الأسباب، لما اقتضته حكمتنا، أو مثل ذلك الخروج الذي قصصناه عليك أخرجناهم، أي كان الواقع من خروجهم مطابقاً لما عبرنا به عنه، أو الأمر الذي قصصناه كله كما قلنا وأولها أقعده وأحسنها وأجودها ﴿وأورثناها﴾ أي تلك النعم السرية بمجرد خروجهم بالقوة وبإهلاكهك بالفعل ﴿بني إسرائيل*﴾ أي جعلناهم بحيث يرثونها لأنا لم نبق لهم مانعاً يمنعهم منها بعد أن كانوا مستبعدين تحت أيدي أربابها، وأما إرثهم لها بالفعل ففيه نظر لقوله في الدخان ﴿قوماً آخرين﴾.


الصفحة التالية
Icon