ولما كلان معنى ﴿دمرنا﴾ : حكمنا بتدميرهمن عطف عليه قوله :﴿وأمطرنا﴾ ودل على العذاب بتعديته بـ " على " فقال :﴿عليهم مطراً﴾ أي وأي مطر، ولذلك سبب عنه قوله :﴿فساء مطر المنذرين*﴾ أي ما اسوأ مطر الذين خوفهم لوط عليه السلام بما أشار إليه إنكاره وتعبيره بالتقوى والعدوان.
ولما كان في جري المكذبين والمصدقين على نظام واحد من الهلاك النجاة أعظم عبرة وأكبر موعظة، أشار إلى ذلك بقوله :﴿إن في ذلك لآية﴾ أي دلالة عظيمة على صدق الرسل في جميع ترغبيهم وترهيبهم وتبشيرهم وتحذيرهم.
٣٨٥
ولما كان من أتى بعد هذه الأمم كقريش ومن تقدمهم قد علموا أخبارهم، وضموا إلى بعض الأخبار نظر الديار، والتوسم في الآثار قال معجباً ن حالهم في ضلالهم :﴿وما﴾ أى والحال أنه ما ﴿كان أكثرهم مؤمنين*﴾.
ولما كان في ذلك إشارة إلى الإنذار بمثل ما حل بهم من الدمار، اتبعه التصيح بالتخويف والإطماع فقال :﴿وإن ربك لهو﴾ أى وحده ﴿العزيز﴾ أي في بطشه بأعدائه ﴿الرحيم*﴾ في لطفه بأوليائه، ورفقه بأعدائه بإرسال الرسل، وبيان كل مشكل ؛ ثم وصل بذلك دليلهن فقال مذكراً الفعل لشدة كفرهم بدليل ما يأتي من إثبات الواو في ﴿وما أنت إلا بشر مثلنا﴾ :﴿كذب أصحاب لئيكة﴾ أي الغيضة ذات الأرض الجيدة التي تبتلع الماء فتنبت الشجر الكثير الملتف ﴿المرسلين*﴾ لتكذيبهم شعيباً عليه السلام فيما أتى به من المعجزة السماوية في خرق العادة وعجز المتحدّين بها عن مقاومتها - لبقية المعجزات الآتي بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ﴿إذ قال لهم﴾.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٨٥


الصفحة التالية
Icon