ولما كانت العناية في هذه السورة بالإيقان بالآخرةن قدم قوله :﴿هذا﴾ أي الإخراج من القبور كما كنا أول مرة - على قوله :﴿نحن وآباؤنا﴾ بخلاف ما سبق في سورة المؤمنون، وقالوا :﴿من قبل﴾ زيادة في الاستبعاد، أي أنه قد مرت الدهور على هذا الوعد، ولم يقع منه شيء، فلذلك دليل على أنه لا حقيقة له فكأنه قيل : فما المراد به ؟ فقالوا :﴿إن﴾ أى ما ﴿هذا إلا أساطير الأولين*﴾ أي ما سطروه كذباً لأمر لا نعرف مرادهم منه.
ولا حقيقة لمعناه، فقد حط كلامهم هذا كما ترى على أنهم تارة في غاية الإنكار دأب المحيط العلم، وتارة يستبعدون دأب الشاك، المركب الجهل، الجدير بالتهكم كما مضى أنه معنى الإضرابات - والله الموفق.
٤٤٦
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٤٤
ولما لم يبق هذا الذي اقامه من دلائل القدرة على كل لشيء عموماً، وعلى البعث خصوصاً، مقال، يرد عن الغي إلا التهديد بالنكال، وكان كلامهم هذه موجباً للنبي ﷺ من الغم والكرب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، قال سبحانه ملقناً له ومرشداً لهم في صورة التهديد :﴿قل سيروا في الأرض﴾ أي أيها المعاندون أو العمي الجاهلون.


الصفحة التالية
Icon