﴿قال﴾ أى شعيب عليه الصلاة والسلام، وهو في التوراة يسمى : رعوئيل - بفتح الراء وضم العين المهملة وإسكن الواو ثم همزة مكسورة بعدها تحتانية ساكنة ولام، ويثرو - بفتح التحاتانية وإسكان المثلثة وضم الراء المهملة وإسكان الواو ﴿إني اريد﴾ يا موسى، والتأكيد لأجل أن الغريب قل ما يرغب فيه أول ما يقدم لا سيما من الرؤساء أتم الرغبة ﴿أن أنكحك﴾ أى أزوجك زواجاً، تكون وصلته كوصلة أحد الحنكين بالآخر ﴿إحدى ابنتي﴾.
ولما كان يجوز أن يكون المنكح منهما غير المسقي لهما، نفى ذلك بقوله :
٤٧٨
﴿هاتين﴾ أى الحاضرتين اللتين سقيت لهما، ليتأملهما فينظر منيقع اختياره عليها منهما ليعقد لع عليها ﴿على أن تأجرني﴾ أي تجعل نفسك أجيراً عندي أو تجعل أجري على ذلك وثوابي ﴿ثماني حجج﴾ جمع حجة - بالكسر، أي سنين، أي العمل فيها بأن تكون أجيراً لي أستعملك فيما ينوبني من رعية الغنم وغيرها، وآجره - بالمد والقصر، نم الأجر والإيجار، وكذلك أجر الأجير والمملكوك وآجره : أعطاهما أجرهما ﴿فإن أتممت﴾ أي الثماني ببلوغ العقد بأن تجعلها ﴿عشراً﴾ أي عشر سنين ﴿فمن﴾ أي فذلك فضل من ﴿عندك﴾ غي واجب عليك، وكان التعيين الثماني لأنها - إذا أسقطت منها مدة احمل - أقل سن يميز فيه الولد غالباً، والعشر أقل ما يمكن فيه البلوغ، لينظر سبطه إن قدر فيتوسم فيه بما يرى من قوله وفعله، والتعبير بما هو من الحج الذي هو القصد تفاؤلاً بأنها تكون من طيبها بمتابعة أمر الله وسعة رزقه وإفاضة نعمه ودفع نقمه أهلاً لأن تقصد أو يكون فيها الحج في كل واحدة منها إلى بيت الله الحرام.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٧٧