فقال ﴿فكلاًّ أخذنا بذنبه﴾ ثم وصى نبيه ﷺ وأوضح حجته، وتتابع اتساق الكلام إلى آخر السورة - انتهى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٣٣
ولما كان التآسي من سنن الآدميين، توقع المخاطب بهذا الأمر الخبر عن حالهم في ذلك، فقال مؤكداً لمن يظن أن الابتلاء لا يكون، لأن الله غني عنه فلا فائدة فيه جاهلاً بما فيه من الحكمة بإقامة الحجة على مقتضى عوائد الخلق :﴿ولقد﴾ أي أحسبوا والحال أنا قد ﴿فتنا﴾ أي عاملنا بما لنا من العظمة معاملة المختبر ﴿الذين﴾.
ولما كان التآسي بالقريب في الزمان أعظم، أثبت الجار في قوله :﴿من قبلهم﴾ أي من قبل هؤلاء الذين أرسلناك إليهم من أتباع الأنبياء حتى كان الرجل منهم يمشط
٥٣٥
لحمه بأمشاط الحديد ما يرده ذلك عن دينه، ومن رؤوسهم صاحب أكثر السورة الماضية موسى عليه الصلاة والسلام، ففي قصته حديث طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما يقال له حديث الفتون وهو في مسند أبي يعلى، ومن آخر ما ابتلى به أمر قارون وأتباعه.


الصفحة التالية
Icon