ولما أنكر عدم العلم، صرح بالعلم واعداً متوعداً، عاطفاً عل ما افهمه السياق من نحو فقد علم الله جميع ما أخفوا وما أعلنوا :﴿وليعلمن الله﴾ أى المحيط علماً وقدرة في عالم الشهادة حتى ينكشف ذلك لديكم كما هو عالم به في عالم الغيب ﴿الذين آمنوا﴾ أى وقع منهم إيمان، وليعلمن المؤمنين إيماناً صادقاً بما يواليه عليهم من المحن، وهم لا يزدادون إلا تسليماُ ورضى، وأكده لما قدم من أن الناس حسبوا أنهم لا يفتنون ﴿وليعلمن﴾ الذي نافقوا وليعلمن ﴿المنافقين*﴾ بمثل ذلك من الزلازل والفتن التي يميلون معها كيفما ميّلتهم، حتى يعلم كل من يه لب أنه لا إيمان لهم كما أنه لا أيمان لهم، ولا شك أنه يعامل كلاًّ من الفريقين بما يستحق على حسب ما يعلم من قبله، والآية من الاحتباك كما مضى عند ﴿وليعلمن الله الذين صدقوا﴾.


الصفحة التالية
Icon