المغنية عن الرسالة إجراء للأمور على ما تقتضيه هذه الدار من حكمة التسبيب ﴿نوحاً﴾ أي أول رسل الله الخافقين من العباد، وهو معنى ﴿إلى قومه﴾ فإن الكفر كان قد عم أهل الأرض، وكان ﷺ أطول الأنبياء بلاء بهم، ولذلك قال مسبباً عن ذلك ومعقباً :﴿فلبث فيهم﴾ أي بعد الرسالة يدعوهم إلى الله، وعظم الأمر بقوله :﴿ألف﴾ فذكر رأس العدد الذي لا رأس أكبر منه، وعبر بلفظ ﴿سنة﴾ ذماً لأيام الكفر، وقال :﴿إلا خمسين﴾ فحقق أن ذلك الزمان تسعمائة وخمسون من غير زيادة ولا نقص مع الاختصار والعذوبة، وقال :﴿عاماً﴾ إشارة إلىأن زممان حياته عليه الصلاة والسلام بعد إغراقهم كان رغداً واسعاً حسناً يإيمان المؤمنين وخصب الأرض.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٤٢